أخبار المسجد
recent

إلى أهل الخير عامة .. وعُمّار مسجد بلال.. خاصة

بسم الله الرحمن الرحيم


بيان (188) إلى أهل الخير عامة .. وعُمّار مسجد بلال.. خاصة


الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبد الله ورسوله.. أما بعد..


1- إن شهرَ الصيام، شهرُ الرحمة والمغفرة والعتق من النار، لكنَّ هذه النِّعم الثلاثة لا ينالها إلا مَنْ فَهِمَ الهدفَ الرئيسَ من هذه العبادة الغرّاء، فليس الصيامُ جوعاً ولا ظمأً، ثم تناوُل الطعام بعد ذلك بكل نهمٍ وإسراف..


2- إن الصيامَ تصحيحُ كثيرٍ من المفاهيم، وإدراكٌ لهدف الوجود الإنساني، وتعاونٌ على البرّ والتقوى، والخير عامةً، فـ(نُعين ضعيفاً، وننصفُ مظلوماً، ونعطي محروماً، ونقضي ديوناً، ونفرّج عن المؤمنين كروباً..)


3- إن الصيامَ إحساسٌ بالآخرين، وشعورٌ بآلامهم، وسعيٌ إلى مساعدتهم، وبحثٌ عن مجالات الخير، للمشاركة فيها، دُون بُخلٍ وإمساك، فإذا لم يُنفق المسلمُ هذه الأيام.. فمتى يفعل ؟! وإذا لم يُعطِ في هذه الليالي المباركة فمتى يدفع ؟!


4- إن مسجد بلال صرحٌ شامخٌ في بنائه، وأعظمُ من البناء أن يكون عمّارُه كذلك، لديهم شموخٌ في العطاء، وليدهم كرمٌ في الإنفاق، الإشارةُ تغني عن العبارة، والتلميح يدفعهم، لأن يبسطوا أيديهم، لأن هذا من معاني الصيام حقيقةً..

5- إن الجمْعَ في مسجد بلال قليل جداً.. لا يتناسب مع كثيرة عُمّاره وزوّاره في صلاة التراويح والجمعة، أيعجز أحدنا، أو إحدى أخواتنا ونسائنا وبناتنا، أن تدفع في كل صلاة تراويح شيقلاً ؟! وكذا يوم الجمعة، هل هذا نتيجةً لقلّة المال، أم لضَعف الشعور تجاه مشاريع الخير التي تؤويكم، وتمارسون فيها نشاطَكم ؟!


6- إن الجَمع القليل هو الذي أدّى إلى طولِ مدة سداد الديون، التي تبلغ حتى كتابة هذا البيان (22) اثنان وعشرون ألف دينار سوى الأعمال المتبقية، وهي أكثر من هذا المبلغ بكثير، منها: موكيت الطابق الأرضي، وهو عشرة آلاف دولار على الأقل، وتجهيز المبنى الجديد وساحة المسجد.. وإنني أجعل حاجتي عندكم، وقضاءَ الدَّين عليكم، وليس من الحِكمة أن تردّوا هذا، قال الإمام عليٌّ: .. ولأن أقضي لامرئٍ مسلمٍ حاجة، أحبُّ إليّ من ملء الأرض ذهباً وفضة. حياة الصحابة: محمد الكاندهلوي 2/476 وهذا في حاجةٍ خاصة لمسلم، فكيف ببيت الله الذي أتحمّل ديونَه شخصياً ؟!


واعلموا أيها الأخوة الكرام: أن حفظَ النعمة وزيادتها يكون ببَذْلها وإنفاقها، فإذا مَنعتَ وأنتَ تستطيع، وبخلتَ وأنتَ تَقدر، عرّضتَ النعمةَ للزوال.. قال النبي e : (إنَّ لله أقواماً يختصّهم بالنعم لمنافع العباد ويقرّها فيهم ما بذلوها إلى غيرهم، فإذا منعوهم نزعها منهم فحوّلها إلى غيرهم) المتقي الهندي: كنز العمال ج6 ص350


7- ألا يوجد من عُمّار مسجد بلال وزوّاره ومُحبيه، مَنْ يتحمّل كثيراً من هذا الدَّيْن، أو جزءاً منه ؟! عَلم الله أن فينا مَنْ يَملك مالاً وفيراً وغزيراً، فمتى يَقوى الإيمان حتى تدفع اليد ؟


8- إنكم تنتفعون بهذا المسجد، ولولا مغامرةُ الدَّيْن، وأنتم تَرون الحصار، لكانت أشياءُ كثيرة لا وجود لها، ولا نستطيع شراءها، فيجب أن نُشكر على احتمالنا الدَّيْن، لا أن نُعاقَب، بقلّة الإنفاق...

9- في ختام الكلمة.. أرجو أن تُبادروا إلى زيادة التبرعات ليُقضى هذا الدَّين هذا الشهر، أو على الأقل جزءٌ كبيرٌ منه، حتى نستأنف إكمال تجديده وفَرْشه بالموكيت والمشاريع الأخرى المُلحقة بالمسجد.. ولا ضَرر أن تَدفعوا جزءاً من زكاة أموالِكم.. واعلمْ أخي المسلم أنَّ السباق إلى مِثل هذا العمل أوْلى من صلاة التراويح -رغم أهميتها-، والتي أصبحتْ عند كثيرين عادةً، بل إن الإنفاق، هو ميزانُ تَقوى العبد، ودليلُ قوة إيمانه وإسلامه..


نظِير خَليل اللوقة-إمام مسجد بلال بن رباح - رفح- تل السلطان – 11 رمضان 1429 هـ- 11/9/2008م

Unknown

Unknown

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.